بعد قرابة شهرين من الاعتقال والإضراب عن الطعام الذي دام 50 يومًا في سجن غرداية، لقى المدافع عن حقوق الإنسان كمال الدين فخار حتقه في 28 مايو/أيار في البليدة بالجزائر.
كمال الدين فخار كان طبيباً، ومؤسسا لتيفوت التي تعمل على حماية وتعزيز حقوق الشعب الأمازيغي، كما كان عضوا في الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان.
في نفس اليوم الذي تم فيه اعتقال فخار، اعتقل الحاج إبراهيم عوف، النقابي والمدافع عن حقوق الأقلية المزابية. بدأ الاثنان إضرابا مفتوحا عن الطعام فتدهورت حالتهما الصحية فنقلا بعد حوالي شهر واحد إلى جناح السجن الخاص في مستشفى غرداية حيث تلقوا رعاية طبية سيئة هناك.
عندما زارهم محاميهم صلاح دبوز في المستشفى، أبلغوه عن الظروف غير الإنسانية في جناح السجن، حيث تم تقييد المدافعين على أسرهم وعانا من التهابات جلدية نتيجة سوء النظافة هناك، كما تم رفض طلباتهم المتكررة لرؤية الطبيب. عند حوالي الساعة الثانية من بعد منتصف ليل في 27 مايو/أيار 2019، توفي كمال الدين فخار نتيجة للإهمال الطبي.
كمال الدين فخار كان قد اعتقل مع طفلية في 31 مارس/أذار 2019، بالقرب من مكان عمله. كما اعتقال الحاج ابراهيم عوف في اليوم ذاته. جاء اعقالهما بسبب انتقادهما للمؤسسات العامة؛ أي الجيش والبرلمان والقضاء، وذلك بناءً على شكوى تقدم بها المدعي العام بمدينة غرداية.
أعلنا إضرابهما المفتوح عن الطعام احتجاجا على اعتقالهما التعسفي ومحاكمتهما. فتدهورت صحة الناشطين بسرعة نتيجة الإضراب عن الطعام وكذلك الإهمال الطبي في سجن غرداية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يموت فيها مدافع عن حقوق الإنسان في الحجز أثناء الإضراب عن الطعام في الجزائر. فقد كان محمد تمالت مدافعًا عن حقوق الإنسان وصحفيًا ينتقد سجل الحكومة الجزائرية في مجال حقوق الإنسان علنا. توفي في 11 ديسمبر/كانون الأول 2016 بعد احتجازه في 27 يونيو/حزيران 2016. بدأ محمد تمالت إضرابه عن الطعام مباشرة بعد اعتقاله وذلك احتجاجا على اعتقاله التعسفي. استمرت حالته الصحية في التدهور سريعا وتم نقله إلى المستشفى في أغسطس/آب 2016، حيث لاحظ أفراد عائلته هناك وجود أثر جرح في رأسه ربما كان مرتبطا بسبب وفاته.